أتمنى ان تنال القصة اعجابكم
حب ........ ولكن بجنون
بدأ الشفق الأحمر في الاختفاء تدريجيا ...
أمه تنادي عليه بصوت مرتفع " يا بني الحق الصلاة لا تفوتك "
خرج من البيت مسرعا أثار الوضوء على وجهه ورأسه .. اتجه إلى المسجد المجاور .. ومن عجلته للحاق بالصلاة قدّم قدمه اليسرى على اليمنى عند دخوله للمسجد ولم يلاحظ ذلك الا بعد الدخول وبدل ان يذكر دعاء الدخول للمسجد قال " تفّ عليك ياشيطان "..
تقدم للصف الأخير في الجماعة وكان الإمام في الركعة الثانية ويتلوا سورة الفاتحة وصولا عند قوله تعالى " ولا الضالين " ... فردّ المأمومين " آمين" .. إلا هو فلم يرد مع المأمومين لسرحانه .. فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما يقول دائما عندما لا يكون خاشعا في الصلاة ...
بدأ الإمام في قراءة ما تيسر له من الآيات ... " المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير ... "
اليوم اذهب إليها لكي أصارحها بكل شي .. لقد مللت التفكير دون جدوى ... لكن إذا ذهبت إليها هل أستطيع أن اطلعها على ما أفكر فيه ؟؟
سوف اتصل على خالد واعتذر له عن زيارة الليلة لان موضوعي أنا وخلود أهم من هذا الموعد .. ولابد أن ابدأ بالأهم فألاهم ...
" السلام عليكم ورحمة الله .... السلام عليكم ورحمة الله " ...
كان هذا صوت الإمام وهو يختم الصلاة ...
استغرب وقال في نفسه " معقول خلصت الصلاة بهذه السرعة ؟؟!!
وقام واكمل الركعة الفائتة مع أن كل صلاته فائته
وبعد أن سلّم .. قام بسرعة متجها إلى خارج المسجد مقدما قدمه اليسرى هذه المره ولكنه وبسبب سرحانه المستمر اعتقد انه داخل للمسجد فارجع قدمه اليسرى وقدم اليمنى وبذلك يخالف السنة من جديد وعوضا عن ذكر دعاء الخروج من المسجد قال " تف عليك ياشيطان "
رجع إلى البيت مسرعا كما خرج منه .. توجه إلى الهاتف واتصل على خالد :
هو : الو
خالد: نعم
هو : السلام عليكم
خالد : وعليكم السلام
هو : خالد اسمع .. أنا مااقدر أزوركم اليوم لانه عندي موعد مهم ولازم اروح .. لاتزعل مني طيب ؟
خالد: عفوا ياخي .. من معي ؟
هو : ياخي أنا حسن .. مالك ما عاد تفرق بين الأصوات ؟؟
خالد: باستغراب .. حسن !! الله يهديك والله ما عرفتك .. خلاص سيدي أتتشرف بزيارتك وقت ماتبغى
هو : جزاك الله خير سيدي ومشكور .... يالله مع السلامة
خالد : مع السلامة
أدار الهاتف من جديد يريد ان يتصل على خلود :
هو : الو
الطرف الآخر: نعم
هو :من معي؟؟
الطرف الآخر : انت اللي من معي ... أنت اللي اتصلت مو أنا
هو : أنا حسن
الطرف الآخر: هلا حسن .. مالك ؟؟ أنا خالد
هو : كيف؟!! خالد؟؟!
الطرف الآخر( خالد) : ايوه خالد .. مالك مستغرب
هو: معليش والله إني سرحت وابغا اتصل على واحد ثاني اتصلت على رقمك من جديد بالغلط ... آسفين والله
خالد : " وهو يضحك " الله يا حسن ... عليك حركات
هو : في أمان الله
خالد : مع السلامة " ولا يزال يضحك على صنيع حسن "
ضرب على جبهته بيده وهو يقول " خرفت وعادني جاهل "
اتصل على خلود من جديد :
هو : الو .. السلام عليكم
خلود : وعليكم السلام
هو : كيفك خلودتي
خلود : الحمد لله .... حسن ؟؟! " مستفهمة"
هو : ايوه .. حسن .. والا من يقدر يقول لك خلودتي غير حسن
خلود : يوووه كثير
هو: كثير؟؟ طيب يا خلود
خلود: كيفك حبيبي .. وحشتني
هو : هااا .. مالي ؟؟
خلود : و – ح – ش – ت – ن- ي
هو : أنا وحشتك ؟؟ " بنبرة فيها كثير من الاستغباء"
خلود : ايوه .. ومشتاقة موت
هو : أنا؟؟
خلود : ايوه انت ..
هو : الله يسلمك حبيبتي
خلود: ايش .. ايش .. حبيبتك ؟؟
هو : لا .. لا .. قلت الله يسلمك حياتي
خلود : ايييييش ... أنا حياتك ؟؟
هو : لالالالا . سيدي ما قلت شي .. قصدي قلت الله يسلمك
خلود : إلا أنا سمعتك تقول حبيبتي وحياتي ... وأنا فعلا حبيبتك وحياتك يا حياتي والله
هو : أنا لله وانا إليه راجعون .. فجعتّني ..حرام عليك ..
خلود : خليك تستاهل " وتضحك بغنج "
هو : أقول خلود ..
خلود: نعم حسن
هو : إحنا كم صار لنا مكتوب كتابنا ؟؟
خلود : شهر ونص تقريبا ... ليش؟
هو : وايش رايك في الوضع هذا ؟؟
خلود : أيش فيه الوضع ؟؟
هو : يعني عاجبك ... متزوجين وكل واحد في شرقه
خلود: ايوه عاجبني
هو : متحطم " كيف ... كيف ... عاجبك ؟
خلود : لا طبعا مو عاجبني ... لكن من قهري والله اقول هذا الكلام
هو : طيب ايش رايك تكلمين امك عشان تكلم أبوك ويسهل الموضوع
خلود : أصلا الموضوع كله بيدك
هو : بيدي أنا " مستغربا"
خلود : ايوه بيدك .... تسلم باقي المهر لابويه وتعال خذني
هو : ما هو هذا هو سر البلى ... أنا مامعي غير اللي أعطيت اهلك
خلود: والحل
هو : ذحين منهو اللي اشتكا للثاني انا واللي انتي عشان تقول والحل
خلود : طيب ... اقترح عليك فكره
هو : " متحمس" قولي
خلود : أنت تعلم بيتنا .... ومعاك سيارة .. صح ؟
هو: وهذي يبغا لها سؤال بالله
خلود : حلو ... تعال اخطفني ونهرب لاي مكان نعيش فيه بس انا وانت لحالنا ولا عاد تكمل مهر ولا يحزنون
هو : انتي والله مجنونة
خلود : ولو ما كنت مجنونة ياحسن ... كان أهلي وافقوا عليك عشان تتزوجني؟؟
هو : الله يسامحك
خلود : يا الله بلا دلع .. امزح معاك
هو : هذا وقت مزاح بالله
خلود : طيب مر البيت اليوم بعد العشاء واستأذن من ابويه وخلنا نطلع البحر وناكل اسكريم
هو : ياهذا الاسكريم ... قد معايه عوفه منه
خلود : طيب بلاش اسكريم .. نروح نتمشى على البحر وتسمعني شعر وتتغزل فيني
هو : شعر ؟!!! .... والله ماخرب بيتي إلا هذا الشعر .... أقول خلود
خلود : قول
هو : ما ادري لو حفظت المعلقات العشر ابوك يرضى يزوجني ويتنازل عن باقي المهر
خلود : حتى لو حفظت الشعر الجاهلي كله .... ما راح يوافق إلا بباقي المهر
هو : " منفعلا" أصلا أبوك حده أناشيد الابتدائية أتحدى لو هو باقي حافظ منها شي
خلود : لا تغلط على أبويه .. والا ترى مافي بحر الليلة
هو : لا لا خلاص ... مانا غالط
خلود : ايوه كذا ... ناس ما تيجي إلا بالعين الحمرا
هو : أي والله صادقه .. خلاص انتظريني بعد صلاة العشاء مباشرة .. ولا تنسين تسوي شاهي وشوية زعقه
خلود : طيب حياتي من عيوني ... يا حسونه
هو : تسلم عيونك يا خلودتي ... مع السلامة
خلود : مع السلامة
وبعد الصلاة خرج من السمجد وتوجه لبيته واخذ مفاتيح السياره واتجه الى بيت خلود ... وصل بيت خلود ودخل ليستأذن عمه لكي يسمح لخلود بالخروج معه .. فوافق ..
خرجت خلود وبيدها ثلاجة شاي وكيس من " الزعقه " ثم ركبت السيارة ..
خلود : مساء الخير عمري
هو : مساء الخير
خلود : وليش تقولها من غير نفس
هو : لا أبدا
خلود : يعني ما وحشتك ؟؟
هو : إلا وحشتيني .. مع انه قبل شوي واحنا مع بعض في التلفون
خلود : بس الآن غير
هو : ايوه فعلا .. غير .. الآن صوت وصوره
خلود : حبيبي خلينا نعيش يومنا أنسى تفكير في بكره شويه
هو : من عيوني
خلود : وينها عيونك
هو : " خلع النظارة " شوفيها عيوني
خلود : الللله عليهم ... تجنن عيونك ياحسونه
هو : " بغرور " ادري انها تجنن .. أصلا ما جننتك إلا عيوني
خلود : لا تصدق حبيبي... ابغا ارفع من معنوياتك بس
هو : شكرا
خلود : عفوا
انقطع الحوار لمده خمس دقائق تقريبا .. كانت كافيه بأن يسرح فيها مره أخري بافكاره وهمومه ... تخيل لو انه يزف زوجته الان الى بيت الزوجيه وانه قد اكمل كل ماعليه من بقية المهر... وبينما هو كذلك اذ يقاطع سرحانه صوت خلود
خلود : حبيبي .. ليش ساكت
هو : ها.. أبدا ولا شي
خلود : حبيبي لاتنكد علينا
هو : طيب خلاص
ثم مدّ يده إلى درج الاشرطه واخرج شريط اغنيه لفنان بائس .. وكانت كلمات الأغنية تقول .." يتيمه فرحتي والله يتيمه ... يحسدوني على فرحة يتيمه "
وعندما سمعوا كلمات الأغنية .. التفت كل واحد منهما للآخر حتى التقت عيناهما ببعض .. ثم انفجرا ضاحكين على كلمات الاغنيه
ولكن ماكان يضحكهما اكثر هو انهم بدأوا يصدقون هذه الك**ة التي اتفقوا أن يعيشوها من فتره لأخرى ... حتى يتجدد حبهم ويعيشون حياة زوجيه بحب متجدد
وازدادوا في الضحك اكثر عندما رنّ جوال حسن .. فلقد كان المتصل ابنتهما الصغرى أمل التي تركوها في بيت جدتها كانت تطلب منهم أن يأتوا ليأخذوها معهم
فاكملوا مشوارهم إلى بيت الجدة وهم غارقين في الضحك ولسان حالهم يقول " حب ... حب ... لكن بجنون